تعريف تنمية الموارد البشرية

ما هي تنمية الموارد البشرية؟

يمكنُ تعريف تنمية الموارد البشريّة على أنّها عملية منظمة ومدروسة تُصقَل من خلالها مهارات الموظفين الجُدد لتتناسب مع وظائفِهم الجديدة في سوق العمل. أو أنّها تنمية لقدرات موظفي المؤسسة واكتشاف مدروس لمواهبهم ومهاراتهم بغرض زيادة الإنتاجية، ورفع مستوى المؤسسة التي ينتمون إليها، وتعزيز أدائها.

وتطبيقًا لهذا المفهوم تسعى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية من خلال العديد من البرامج الخاصة إلى رفع مستوى سوق العمل السعودي، أهمّها إنشاء صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) بأمر خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ليكون استثمارًا ناجحًا في تنمية وتطوير القُوى العاملة الوطنيّة. وتجلّت الرؤية التنموية للصندوق بدعمه وتوظيفه لـ 277,000 سعوديٍّ وسعوديةٍ ضمن القطاع الخاصّ خلال الأشهر التّسعة الأولى من عام 2022م،(2) إضافةً إلى توقيعه مذكّرة تعاون مع هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة؛ بهدف تنمية القُوى الوطنيّة العاملة من هذه الفئة في المملكة.

أهمية تنمية الموارد البشرية

أشار وزير العمل والتَنمية الاجتماعية في المملكة العربية السَعودية إلى ما تحوزه تنمية الموارد البشرية من اهتمامٍ من خادم الحرمين -حفظه الله- على مستوى المملكة كاملة؛ حين قال في منتدى سابك الأول للموارد البشرية في عام 2017م: “حكومة خادمِ الحرمين أولتْ أهميَّةً بالغةً لتنميةِ الموارد البشرية؛ فهي محورُ التنمية في كلِّ مجتمعٍ”. ويمكنُ إجمال أهميتها في الآتي:

  • تُحسين جودة العمل ممّا يؤدي بالضرورة إلى دعم الاقتصاد الوطنيِ. فإيمان خادم الحرمين العميق بهذا الترابط بين الجودة والاقتصاد؛ دفعَه إلى الموافقة على إطلاق برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية مبتغيًا رفع مستوى أداء الموظفين وتطوير بيئة العمل لديهم.
  • تُطوير مهارات الموظفين في العمل؛ لتعزيز ثقتهم بكفاءتهم، والزيادة من عطائِهم في العمل. إذ تُعدُّ هذه الخطوة دليلاً واضحًا على الاستثمار الناجح في الموارد البشرية؛ لأنها توفّر كثيرًا من الوقت والجهد في عمليات التوظيف.
  • تُطوير قدرات الموظفين على التواصل مع مديرِهم في بيئة العمل، وبناء علاقاتٍ ترفع الكفاءة الإنتاجيّة، وتُلبّي متطلبات سوق العمل المحلي بشكلٍ أكبرَ.
  • زيادة مرونة الموظفين في التعامل مع المستجدات والتَحديات في ميدان العمل، وهذه ثمرة تدريب الموارد البشرية قبيل خوضهم هذا الميدان، وستكون ذا أثر ملحوظ على المدى البعيد في تعزيز النموّ الاقتصاديّ.

كيف يمكن تنمية الموارد البشرية؟

تقتضي تنمية الموارد البشرية العمل على صعيدين متوازيين؛ الأولُ تأهيل الخريجين الجُدد، والثاني تطوير مهارات الموظفين الموجودين على رأس عملِهم. وهذا ما تصل إليه التنمية بجهود متضافرة وبطرق عدة، أهمُّها:

  • تُوجيه القوى العاملة الوطنية، وتشجيعهم على البرامج التي تصقل قدراتهم، وتُكسبهم المهارات الوظيفية؛ مثل المنصَة الإلكترونيَة دروب التي تسعى إلى تطوير مهارات القوى العاملة الوطنية في السعودية من الذكور والإناث بما يدعم استقرارهم في وظائف مناسبة وَفق ما يتطلَّبه سوق العمل السعودي، أو برنامج تمهير الذي يهدُف إلى تأهيل الخريجين السعوديِين لينطلقوا إلى سوق العمل بجاهزية أكبر، وكفاءةٍ أعلى.
  • تُدريب الموظفين وصقلُ مهاراتهم بما يتناسب مع احتياجات المؤسسة التي يعملون بها؛ إذ يستنى لهم الاستفادة من برنامج ممكن الذي يطوُّر مهارات مَنْ هُم على رأس عملهم في القطاع الخاص والقطاع غير الربحيّ في السعودية، ويزودهم بالمعارف اللازمة أثناء العمل.
  • خلقُ روحٍ من التعاون بين الموظفين لتوفير بيئة عملٍ تساعد على تبادل الخبرات، مما يرفع من مستوى الإنتاجية والكفاءة بطبيعة الحال.
  • متابعةُ أداء الموظفين والسعي نحوَ توجيههم إلى الأفضل بما يخدم أهداف المؤسسة وجوّ العمل.
  • دعم تمويل البرامج والخطط والمشاريع والدراسات التي تهدِف إلى توظيف السعوديين وإحلالهم محل ‏العمالة الوافدة.‏
  • توفير القروض اللّازمة للمنشآت الخاصّة بتدريب القوى العاملة الوطنية التي يجري تأسيسها في المملكة، ‏أو القائمة أصلًا لتوسعة نشاطِها، أو إدخال الأساليب الحديثة عليها.‏
  • إجراء الدراسات المتعلقة بتأهيل القوى العاملة الوطنية،  وتدريبها، وتوظيفها، وتقديم المشورة الفنية والإدارية اللّازمة.‏

من الجدير ذكرهُ أنّ التركيز على القوى العاملة الشابَّة في تنمية الموارد البشرية يعدُّ مُهمًا في المملكة العربية السعودية؛ نظرًا لكون ثُلثي القوى العاملة السعوديّة تتركز في الأفراد الذين تتراوح أعمارُهم بين (25-44) عامًا بحسب الهيئة العامة للإحصاء.

أثر تنمية الموارد البشرية على التنمية الاقتصادية

ترتبطُ تنمية الموارد البشريَّة بعلاقةٍ متينةٍ مع التنمية الاقتصاديّة؛ إذ تعدُّ محرِّكَها الأساسيّ، فتنمية الموارد البشرية استثمارٌ في مهارات الأفراد العاملين وكفائتهم، وهم الذين بإمكانهم صُنع فارقٍ ملموس في اقتصاد مجتمعاتهم المحليّة. كما أنَّ تطوير مهاراتهم يحسِّن جودة المنتجات والخدمات لترتقي بالاقتصاد الوطنيّ على المدى البعيد.

وانطلاقًا من حرص المملكة العربية السعودية على تحقيق الأثر الإيجابي لتنمية الموارد البشرية في التنمية الاقتصادية؛ فقد أظهرت إحصائيات تتبَع برنامج الصادرات السعودية -وهو من أهم البرامج التي أطلقها الصندوق السعودي للتنمية– أنّ نسبة الإنفاق على تنمية الموارد البشرية إلى نسبة الناتج المحليّ الإجمالي قد ارتفعَ من 6.9% في عام 2000م إلى 8.4% في عام 2017م. ثم إنَّ تنمية الموارد البشرية أسهمت في الزيادة النسبيَّة للصادرات غير النفطيّة، وكانت مساهمتُها في الناتج المحلي الإجماليّ 4.3% في عام 2000م قد ارتفعت إلى 7.5% في عام 2017م.


[ratemypost id=”1636″]